السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي الصغير والوحيد عندي معه مشاكل محتاجه الى حل حيث يبلغ من العمر 9 سنوات يدرس مدرسة خاصة ذكي ولكن لا يحب الدراسة مهمل في كتبه ودفاتره ناقصة
أشعر بانه يتذاكى على المدرس حيث يقول دفتري عند المدرس او أختي رتبت لي كتبي وأعذار لا يدخل الفصل بالوقت المحددحتى الامتحان النهائي لم يذاكر هكذا من غير سبب والنتيجه لم ينجح بمادة الفرنسي باهماله فقط
المشكله ان امي موظفه وهو يقضي وقته معي وانا لا أستطيع ان أجبره على الدراسة مشكلته الاساسي الالتزام لا يلتزم بشيء ويكذب بمنتهى السهوله لا في الصلاة ولا الدراسة اشترك بنادي 3 ايام بالاسبوع ومع ذلك لا يطبق التدريبات في المنزل
المشكلة الثانيه الى هذا العمر لا يحافظ على نظافة ملابسة الداخلية أعتقد انه لا يذهب الى الحمام عند الحاجه بل العكس لا يذهب الى الحمام الى وهو "مزنووق على الاخر " تعبت وانا اشرح منذ ان ترك الحفاظة الى هذا اليوم ولا فائده ساعدنا ايها المستشار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أختي المباركة نرحب بك في موقع " المستشار "، ويسعدنا تواصلك معنا طلباً للمشورة، وقد أحسنت باهتمامك بأخيك الصغير وتنبهك إلى مشكلاته وحرصك على تنشئته تنشئة صالحة، فأسأل الله أن يجزل لك المثوبة ويبارك فيك وينفع بك.
قد وصفت حفظك الله مشكلة أخيك الرئيسة بعبارة مختصرة "لا يلتزم بشيء"، وذكرت مشكلات عدة: إهمال الصلاة، الكذب، إهمال الدراسة، عدم المحافظة على نظافته الشخصية، كما ذكرت شيئاً من وضعه داخل الأسرة (الأخ الصغير والوحيد، انشغال والدتك عنه وتحملك مسئولية متابعته وتوجيهه).
ولا شك أن الطريق إلى حل المشكلة يكون بمعرفة أسبابها، وحتى يمكن تحديد هذه الأسباب يلزم فهم خصائص المرحلة العمرية لأخيك والأساليب التربوية الملائمة للتعامل معه، وسأعرض بعض تلك الخصائص بإيجاز:
أخوك الصغير طفل في سن التاسعة، والطفل في هذا العمر له إحساس مرهف وعقل مفكر وله احتياجات عدة تتحمل الأسرة إشباعها حتى ينشأ الطفل نشأة سليمة ويسلك سلوكاً حسناً:
ـ يحتاج أن يشعر بحب أسرته له من خلال العلاقات الدافئة التي فيها تعبير عن الحب بالكلام والتقارب/ التلامس الجسدي (القبل والأحضان والكلمات اللطيفة خاصة من الأم).
ـ يحتاج أن يشعر بأنه ينتمي إلى أسرته من خلال مشاركة جميع أفراد الأسرة مختلف أنشطة الحياة اليومية (وجبات الطعام، العبادة، المرح واللعب، الدراسة والتعلم، التسوق، المهام المنزلية. . . ) .
ـ يحتاج إلى الشعور بالأمن من خلال عدم التعدي عليه بالضرب أو الحبس أو التقريع الشديد.
ـ يحتاج أن يشعر بالاحترام والثقة من خلال مراعاة حقوقه ومن ذلك فتح الحوار معه في الأمور التي تخصه، أو إشراكه في مناقشة الأمور التي تخص أسرته وله علاقة بها (مثل مكان النزهة) ، أو تكليفه بمسئوليات ومهام أسرية أو منزلية ضمن قدراته ومهاراته.
ـ يحتاج إلى الإقناع من خلال تزويده باستمرار بالمعلومات الكافية التي تحفزه على ممارسة السلوكيات الصحيحة (الصلاة، الصدق، النظافة الشخصية، الاجتهاد في دراسته، . . . . ) ، وتجنب السلوكيات الخاطئة، ويكون ذلك بأساليب تربوية مشوقة ومنوعة، ويدعم ذلك بالقدوة الحسنة من قبل أفراد الأسرة خاصة الوالدين.
ـ يحتاج إلى التثقيف بالعالم من حوله من خلال تهيئة البيئة الملائمة التي تمده بالمعلومات المفيدة والشيقة عن النباتات والحيوانات والجبال والبحار والصناعات. . .
ـ يحتاج إلى المرح والترفيه من خلال ممارسة أنشطة اللعب المختلفة مع أصدقائه أو أفراد أسرته خاصة الألعاب الحركية أو العقلية.
ـ يحتاج إلى الشعور بالفخر والاعتزاز من خلال الإنجاز سواء في عبادته أو دراسته أو لعبه أو تطبيق آرائه ومقترحاته أو تكليفه ببعض المهام المنزلية الملائمة.
ماهي الأسباب التي تجعل أخيك لا يلتزم بشيء؟
الالتزام (تحمل المسئولية) قيمة عظيمة تغرس في نفس الإنسان من الصغر عندما يتوفر للطفل ثلاثة عوامل:
1ـ بيئة أسرية تشبع حاجات الطفل فتوفر له الحب والاحترام والشعور بالانتماء والمرح والأمن والقدوة الحسنة.
2ـ ** معلومات صحيحة ومقنعة تقدم للطفل بأسلوب مناسب عن كل سلوك مرغوب من الطفل ممارسته.
** متابعة مستمرة للطفل للتحقق من صحة سلوكه وتوجيهه بأسلوب لين وهادئ.
**التشجيع والتحفيز المستمرين (عبارات المدح والثناء، المكافآت والهدايا).
**استخدام الحزم لتصحيح السلوك عندما لا يستجيب أو يعاند.
3ـ تناسب قدرات ومهارات الطفل مع السلوك المرغوب وعدم وجود مشكلات تعيق هذا السلوك.
أختي بارك الله فيك تأملي مشكلات أخيك وحاولي تحديد الأسباب التي أدت إليها وفق الاحتمالات التالية:
ـ قد يكون لمشكلات أخيك سبب مشترك، وهو انشغال والدتك عن أخيك وبالتالي حرمانه من الشعور بحبها واهتمامها، وتكون سلوكياته السلبية التي نسميها مشكلات تعبير عن الحرمان العاطفي الذي يعاني منه.
فيحاول لفت نظر والدته إليه بهذه السلوكيات، أو أنه يعاني ألماً بالغاً من جراء هذا الحرمان أفقده الرغبة في ممارسة السلوكيات الصحيحة وجعله معانداً حانقاً يحاول إثارة من حوله بممارسة السلوكيات السلبية عن قصد، وأيا كانت الدوافع فالعلاج بالدرجة الأولى يكون بإشباع حاجاته العاطفية.
ـ وقد يكون أخوك لم يزود بالمعلومات التي تحفزه للسلوك الجيد فلا يكفي أن نأمره أو ننهاه، بل يجب أن نقنعه بالفوائد التي يجنيها من ممارسة هذا السلوك وأهميته في حياته، أو أنه لا توجد متابعة جادة ومستمرة لسلوكه، أو أنه لا يجد التحفيز والتشجيع الكافيين، أو أنه مدلل يفتقر للحزم في التعامل معه، فالتدليل يفسد سلوك الطفل، ويرتكز العلاج في هذه الحالة على أربع ركائز: إقناع، متابعة وتقويم، تشجيع وتحفيز، حزم.
ـ وقد يكون أخوك يعاني من بعض المشكلات التي تجعله لا يتمكن من الالتزام ببعض السلوكيات الجيدة، وهذه المشكلات يمكن تشخيصها ووضع خطة علاجها بالتعاون مع المختصين(مرشد الطلاب في المدرسة، طبيب مختص في الباطنية).
أختي المباركة أود أن أطمئنك أن أخاك مازال في سن مبكرة تتيح لكم مساعدته على تجاوز جميع مشكلاته بنجاح وفي وقت قصير، ومبادرتك إلى مناقشة وضع أخيك مع والديك هي الخطوة الأولى لمساعدته فهما حفظهما الله يتحملان المسئولية الأولى في هذا الأمر، وستكونين خير عون لهما بمشيئة الله، وفيما يلي عدد من النصائح والإجراءات المقترحة وأسأل الله أن ينفعكم بها:
1ـ الاستعانة بالله في معالجة مشكلات أخيك (النية الحسنة، الدعاء، حسن التوكل على الله).
2ـ فهم خصائص المرحلة العمرية لأخيك، السعي للتعرف على الأساليب التربوية الملائمة لهذه المرحلة العمرية من خلال القراءة والاطلاع المكثفين ومناقشة المختصين في هذا المجال، وأنصح بقراءة كتاب زاد المربي للشيخ محمد صالح المنجد.
3ـ الحرص أشد الحرص على أن يكون أفراد الأسرة قدوة حسنة لهذا الصغير في جميع سلوكياته.
4ـ حدد الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً لتربية الصغار على الصلاة في قوله " مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ "، فالطفل يؤمر لثلاث سنوات خمس مرات يوميا بالصلاة (مع توضيح الأجر الذي يناله المصلي وشروط الصلاة ومنها نظافة الثياب وخلوها من النجاسات).
ثم المتابعة والتشجيع والثناء ولا يؤاخذ بتركها إلا عندما يبلغ العاشرة، لذا لديكم سنة كاملة لتعويده على الصلاة، وهو في سن تؤهله للذهاب إلى المسجد بصحبة آمنة، كما أن حرص أفراد الأسرة على الصلاة من أقوى الأسباب المعينة للطفل على المحافظة على الصلاة.
5ـ الاهتمام بتربية أخيك تربية إيمانية تجعله يهتم بصلاته ويتجنب كثيرا من السلوكيات الخاطئة مثل الكذب وعدم الاهتمام بنظافة ملابسه من النجاسات، ومن الأساليب الفاعلة في ذلك إلحاقه بإحدى حلقات تحفيظ القرآن.
6ـ التعاون مع المدرسة لمعرفة الأسباب التي أدت لتدني التحصيل الدراسي، والتحقق من عدم وجود مشكلات ترتبط ببيئة المدرسة أو المعلمين أو الطلبة.
7ـ عرض الطفل على طبيب مختص للتحقق من عدم وجود مشكلات في الإخراج تسبب خروج الفضلات غير الإرادي.
8ـ وأخيراً في حال الاطمئنان إلى عدم وجود مشاكل دراسية أو صحية فإنه من الملائم التركيز على الإشباع العاطفي لأخيك خاصة من قبل الوالدة حفظها الله.
وأيضا التعامل معه بحزم وفتح حوار جاد معه عن مشكلاته ومتابعته في تعديل سلوكه وفق ما وضحته سابقاً.
أسال الله أن يوفقك ويسددك ويجعلك خير عون لأخيك الصغير على تجاوز مشكلاته.
الكاتب: أ. أمل عبدالله الحرقان
المصدر: موقع المستشار